احسان شمران الياسري // واسط التي أجتمع أهلها عصر الجمعة، للمشاركة في مهرجان تكريم مبدعيها السنوي الذي اقامه موقع الكوت نت الالكتروني، اختارت للمهرجان عنواناً ينتمي لها ولأهلها، أسمَته (مهرجان أبو كاطع للإبداع الواسطي)..
وبين الاحتفاء بالراحل (شمران الياسري – أبو كاطع) وبين تكريم مبدعي المحافظة، كانت هناك رابطة متينة بين الإبداع والزمان والمكان.. فمبدعو المحافظة الذين تم تكريمهم كانوا عمالاً وأطباء وصناعيين ورجال إطفاء ومعلمين وطلاباً ومعوقين وأُدباء وفنانين.. كان إبداعهم هو إخلاصهم في العمل، وتفانيهم فيه، وكان (أبوكاطع) مُبدعاً لأنه أخلص في ابتكار الكلمة الصريحة، ومبدعاً في شجاعة التصريح برأيه وبالدفاع عنه.
كان المُكرّمون في المهرجان، فقراء إلا من غِنى إبداعهم، ومن دفاعهم عن منجزاتهم الصغيرة والكبيرة في خدمة المحافظة. وكان شمران الياسري فقيراً إلا من غنى ما تبناه في حياته.. ويوم سافر مودعاً وطنه دون أمل في العودة، باع مسابحه العزيزة عليه ليدفع أجرة الهروب إلى منفاه.. وكانت كل مسبحة لديه، ذاكرة عزيزة، ومُقتنى لا ثمن له.. ولكنه باعها مؤججاً وجعاً كبيراً من فراق أصدقائه (المَسابح) التي يعرفها كما كان يعرفنا.
وكان الحضور بمستوى رِفْعَة المحافظة وأهلها، وابنها البار..
فحضرت نائبة في البرلمان، كان شقيقها قد انقذ (ابوكاطع) من رجال الامن قبل دقيقتين من وصولهم.
وحضر المحافظ، وكان صديق صبانا وزميلنا في المدارس الابتدائية والمتوسطة.. وحضر المثقفون الكرد والعرب. وحضر مسؤولو مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني والاحزاب.. وحضر الطلبة والشباب والنساء.. لقد حضرت الامة العراقية بكل تنوعها في المحافظة.
وحظي المهرجان برعاية ودعم مؤسسة المدى، فيما يسمى الراعي الرسمي.. إضافة الى رعاية جهات أخرى ومنها النائبة ايمان الوائلي.
كان احتفاء أهالي واسط، ومعهم وفود بغداد والحلة والنجف والناصرية، بشمران الياسري، جزءاً من مهرجانات التضامن مع الكلمة والثقافة التي أقامتها المؤسسات الثقافية والأدبية لإدانة التطاول على الثقافة وعلى رموزها المضيئة.. فبينما كان شارع المتنبي يخوض معركته لإيصال صوته للعالم، كانت قاعة الإدارة المحلية في الكوت، وممراتها، تزدهي بصدى فكر (أبوكاطع) وفنه على أنغام النشيد الوطني، وعلى أنغام نشيد فؤاد سالم (أبوكاطع). وكما قال أهل الكوت، ومنظمو المهرجان، فإن المدينة لم تشهد حفلاً كهذا، خصوصاً وإن جُل الحاضرين كان من الشباب الذين لم يُعاصروا (أبوكاطع)، وإن التصفيق كان للتراث العراقي ولمبدعيه، ولذكرى من فتحوا للكلمة أبواب الحرية، ثم أهرقوا مُهجهم الغالية قرباناً للوطن.